الرئيسية
أحدث الصور
من طرف ياسر أيوب يكتب : زمن عصام الحضرى
١٨/ ١٠/ ٢٠١٠
أظن أن الأيام القليلة الماضية كانت كافية جدا لمن أراد الشماتة فى الحضرى لأنه سبق له الهروب من الأهلى والتخلى عن الإسماعيلى ومساومة الزمالك.. ولكل من كان يكره حارس المرمى القدير والشهير لأى أسباب أخرى.. فأسعدتهم وأطفأت النار فى قلوبهم عقوبة الفيفا، بإيقاف الحضرى أربعة أشهر وغرامة مالية قدرها ٧٩٦ ألف دولار.. وعلينا كلنا الآن الالتفات لكل معانى ودلالات هذه العقوبة التى جاءت من الفيفا.. السلطة الأعلى والأقوى فى دنيا ودولة كرة القدم.. فمن هذه العقوبة نتعلم أن الإيقاف والغرامة المالية معا هما العقوبة المناسبة والضرورية لكل لاعب فى مصر يهرب من ناديه أو لا يلتزم بتعاقداته أو يتفق ويتعاقد مع أكثر من ناد فى الوقت نفسه..
فبعض فلاسفة اللوائح عندنا.. القادرون دوما على تفصيل لائحة وقانون خاص لكل حالة حسب المزاج والهوى والانتماء والمصلحة ولون النادى واسم اللاعب.. سبق لهم فى حالات أخرى مماثلة أن قالوا إن الفيفا يعاقب اللاعبين لكنه لا يوقفهم باعتبار الكرة هى مهنة اللاعب ومصدر رزقه.. ويحب مسؤولو الاتحاد المصرى التأكيد دوما على أن اللائحة المصرية لا تتضمن أى بند ينص على معاقبة أى لاعب يتعاقد مع ناديين أو يهرب من ناديه لاجئا لناد آخر..
وقد آن الآن أوان تغيير اللائحة المصرية.. ليس من أجل الحضرى.. وإنما هكذا طلب الفيفا وأرسل ينذر الاتحاد المصرى بضرورة ذلك وشطب كل ما يتعارض مع دستور الفيفا إلا أن المسؤولين المصريين لايزالون يتجاهلون كل ذلك ويتكاسلون مع أن إنذار الفيفا كان قاسيا وصريحا ومباشرا، بأنه سيتم تجميد نشاط الكرة المصرية إن لم يتم تغيير اللائحة.. ومن عقوبة الفيفا نفسها على الحضرى.. يمكن أيضا أن نتعلم هذه العلاقات الواضحة والمحددة بين النادى واللاعب فى زمن الاحتراف الحقيقى..
فاللاعب يلعب ويقبض المال.. والنادى يدفع ويستفيد كرويا وتسويقيا من اللاعب.. علاقة مباشرة تعتمد على الأرقام والعقود.. وكان الحضرى هو أول من بدأ الالتزام بهذا الفكر الاحترافى.. عاد من سويسرا إلى الإسماعيلى.. واختلف مع النادى وإدارته، لأنه يطالب بكل التزاماته حسب الاتفاق ولأنه أعلن عدم استعداده للتضحية بجنيه واحد من أجل الدراويش.. وانتقل للزمالك ثم بدأ يفكر فى الرحيل بحثا عن مزيد من المال ولأن الزمالك لم يلتزم بتسويق الحضرى إعلانيا كما تم الاتفاق من قبل..
وهذا ليس خطأ أو جرماً بالمناسبة.. وإنما هذا هو الاحتراف الحقيقى والصحيح.. لا روح فانلة ولا قصائد شعر أو أغان وطنية ودموع كاذبة وتوقيع على بياض.. وما فعله وقاله الحضرى فى العلن.. يفعله ويقوله لاعبون كثيرون ولكن فى السر وخلف الأبواب المغلقة.. وهى ليست غلطة هؤلاء اللاعبين وإنما ضعف وارتباك إدارات الأندية التى تسمح بهذا السيرك الدائم وكل هذا الخداع الذى يجيد ممارسته نجوم ولاعبون يلوون ذراعى الأهلى والزمالك ويطالبون بكل شىء، بينما يخرجون للناس على الورق والشاشات يؤكدون أن الأهلى والزمالك هما بابا وماما والحب الكبير والغرام والهوى والوطن الصغير، وأنهم لا يريدون من دنياهم أى شىء إلا البقاء فى النادى.. الحضرى على الأقل كان واضحا مع نفسه ومعنا..
ولكن ليس من حق الحضرى الآن أن يشطب كل ذلك ليأمل ويتعشم أن يسدد له الزمالك الغرامة رغم الأزمة المالية للنادى أو يسهم الإسماعيلى فى سدادها وهو النادى الذى قامت مصلحة الضرائب مؤخرا بالحجز عليه.. فالحضرى الذى بدأ طريق الصراحة والوضوح عليه الآن أن يدفع الثمن كاملا.. ودرس آخر نتعلمه من تلك العقوبة يخص بقية حراس المرمى المميزين الذين لم نفكر أبدا من قبل فى المحافظة عليهم لمجرد أننا نملك الحضرى الذى سينتهى إيقافه فى فبراير.. فهل سيلعب أيضا أول مباراة رسمية لمصر فى مارس رغم أنف الآخرين.. أم أننا نشهد حاليا نهاية زمن الحضرى؟!
١٨/ ١٠/ ٢٠١٠
أظن أن الأيام القليلة الماضية كانت كافية جدا لمن أراد الشماتة فى الحضرى لأنه سبق له الهروب من الأهلى والتخلى عن الإسماعيلى ومساومة الزمالك.. ولكل من كان يكره حارس المرمى القدير والشهير لأى أسباب أخرى.. فأسعدتهم وأطفأت النار فى قلوبهم عقوبة الفيفا، بإيقاف الحضرى أربعة أشهر وغرامة مالية قدرها ٧٩٦ ألف دولار.. وعلينا كلنا الآن الالتفات لكل معانى ودلالات هذه العقوبة التى جاءت من الفيفا.. السلطة الأعلى والأقوى فى دنيا ودولة كرة القدم.. فمن هذه العقوبة نتعلم أن الإيقاف والغرامة المالية معا هما العقوبة المناسبة والضرورية لكل لاعب فى مصر يهرب من ناديه أو لا يلتزم بتعاقداته أو يتفق ويتعاقد مع أكثر من ناد فى الوقت نفسه..
فبعض فلاسفة اللوائح عندنا.. القادرون دوما على تفصيل لائحة وقانون خاص لكل حالة حسب المزاج والهوى والانتماء والمصلحة ولون النادى واسم اللاعب.. سبق لهم فى حالات أخرى مماثلة أن قالوا إن الفيفا يعاقب اللاعبين لكنه لا يوقفهم باعتبار الكرة هى مهنة اللاعب ومصدر رزقه.. ويحب مسؤولو الاتحاد المصرى التأكيد دوما على أن اللائحة المصرية لا تتضمن أى بند ينص على معاقبة أى لاعب يتعاقد مع ناديين أو يهرب من ناديه لاجئا لناد آخر..
وقد آن الآن أوان تغيير اللائحة المصرية.. ليس من أجل الحضرى.. وإنما هكذا طلب الفيفا وأرسل ينذر الاتحاد المصرى بضرورة ذلك وشطب كل ما يتعارض مع دستور الفيفا إلا أن المسؤولين المصريين لايزالون يتجاهلون كل ذلك ويتكاسلون مع أن إنذار الفيفا كان قاسيا وصريحا ومباشرا، بأنه سيتم تجميد نشاط الكرة المصرية إن لم يتم تغيير اللائحة.. ومن عقوبة الفيفا نفسها على الحضرى.. يمكن أيضا أن نتعلم هذه العلاقات الواضحة والمحددة بين النادى واللاعب فى زمن الاحتراف الحقيقى..
فاللاعب يلعب ويقبض المال.. والنادى يدفع ويستفيد كرويا وتسويقيا من اللاعب.. علاقة مباشرة تعتمد على الأرقام والعقود.. وكان الحضرى هو أول من بدأ الالتزام بهذا الفكر الاحترافى.. عاد من سويسرا إلى الإسماعيلى.. واختلف مع النادى وإدارته، لأنه يطالب بكل التزاماته حسب الاتفاق ولأنه أعلن عدم استعداده للتضحية بجنيه واحد من أجل الدراويش.. وانتقل للزمالك ثم بدأ يفكر فى الرحيل بحثا عن مزيد من المال ولأن الزمالك لم يلتزم بتسويق الحضرى إعلانيا كما تم الاتفاق من قبل..
وهذا ليس خطأ أو جرماً بالمناسبة.. وإنما هذا هو الاحتراف الحقيقى والصحيح.. لا روح فانلة ولا قصائد شعر أو أغان وطنية ودموع كاذبة وتوقيع على بياض.. وما فعله وقاله الحضرى فى العلن.. يفعله ويقوله لاعبون كثيرون ولكن فى السر وخلف الأبواب المغلقة.. وهى ليست غلطة هؤلاء اللاعبين وإنما ضعف وارتباك إدارات الأندية التى تسمح بهذا السيرك الدائم وكل هذا الخداع الذى يجيد ممارسته نجوم ولاعبون يلوون ذراعى الأهلى والزمالك ويطالبون بكل شىء، بينما يخرجون للناس على الورق والشاشات يؤكدون أن الأهلى والزمالك هما بابا وماما والحب الكبير والغرام والهوى والوطن الصغير، وأنهم لا يريدون من دنياهم أى شىء إلا البقاء فى النادى.. الحضرى على الأقل كان واضحا مع نفسه ومعنا..
ولكن ليس من حق الحضرى الآن أن يشطب كل ذلك ليأمل ويتعشم أن يسدد له الزمالك الغرامة رغم الأزمة المالية للنادى أو يسهم الإسماعيلى فى سدادها وهو النادى الذى قامت مصلحة الضرائب مؤخرا بالحجز عليه.. فالحضرى الذى بدأ طريق الصراحة والوضوح عليه الآن أن يدفع الثمن كاملا.. ودرس آخر نتعلمه من تلك العقوبة يخص بقية حراس المرمى المميزين الذين لم نفكر أبدا من قبل فى المحافظة عليهم لمجرد أننا نملك الحضرى الذى سينتهى إيقافه فى فبراير.. فهل سيلعب أيضا أول مباراة رسمية لمصر فى مارس رغم أنف الآخرين.. أم أننا نشهد حاليا نهاية زمن الحضرى؟!
