العريش سات



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

العريش سات

العريش سات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
العريش سات

منتدى ترفيهى ثقافى


    مرارة الصمت

    avatar
    ممدوح عروج


    ذكر عدد المساهمات : 12
    تاريخ التسجيل : 17/10/2010

    مرارة الصمت  Empty مرارة الصمت

    مُساهمة من طرف ممدوح عروج الأحد أكتوبر 17, 2010 8:43 am

    مرارة الصمت  Silence


    دخل الى السجن و هو مظلوم و قضى مدة 17 سنة بين الجدران الآربعة كانت حالته سيئة للغاية إسمه أنور وسيم الوجه طويل القامة قوي البنية دخل السجن دون سابق كان فاعل خير ليجد نفسه في متاهة لا مخرج منها و هو السجن .
    خرج أنور من السجن ليطل على عالم جديد و هو عالم الحرية التي سلبت منه ظلما و لمدة ناهزت 17 سنة لقد كانت قاسية و أليمة خطى أنور خطوات الى الآمام ليجد نفسه في دوامة أخرى و هي كيف سيرى في وجه أمه و في وجه جيرانه و في وجه صديقه الحميم أنس لقد كانت علامة الآسى و الحسرى بادية عليه لكن عزيمته و شجاعته كانت أكبر عندما قرر في الآخير أن يذهب الى منزل أمه و هو الذي توفي والده و هو في سن مبكرة .
    خطى خطواته حتى وصل الى المنزل ليجد الآطفال الصغار يركضون فبدأ يتذكر شريط طفولته الضائعة بين أرشيفات من حياته نعم إنه الحنين الى الماضي الذي كان أليما على أنور أنزل عينيه الى الآرض فوجد طفلا صغيرا يلامس رجليه فنزل إليه و عانقه كأنه إبنه قبله قبلات فمد يده الى جيبيه لكنه تذكر " نسيت إنني لا أحمل نقوذا في جيبي فأنا كنت سجين " فأنزل الطفل من بين أحضانه و هو ينظر في عينيه البريئتين و التي تحملان فقط علامة البراءة و الطفولة .
    إلتفت أنور قليلا ليجد باب منزله و الذي لم يدخله لمدة 17 سنة لقد كان يتذكر أيام الطفولة يوم كان يلعب كرة القدم مع أطفال الحي تشجع فدخل باب المنزل فلم يجد أحد فبدأ ينادي " الحاجة فاطمة " هل أنت هنا و بعد مدة من المناداة خرجت إمرأة عجوز و قالت له " على سلامتك يا إبني أنور لقد طولت غيبتك " فقال لها " الظلم سببي ما كان بإمكاني فعل أي شئ أين أمي الحاجة فاطمة " فقالت له " الله يرحمها و يسكنها في فسيح جناته " لقد كانت هذه الكلمات لتجعل أنور ينهار و تلمس ركبته الآرض و تنزل دموعه الغزيرة بغزارة موت لم يكن في الحسبان فقالت له تلك العجوز " أنور لقد تعبت أمك إنتظارك لطالما كانت تنتظر قدومك بفارغ الصبر لكن الآلم و الجرح كان عميقا مما سبب لها السرطان بسبب دخولك الى السجن و أنت مظلوم " رفع أنور عيناه على الحائط فلمحت عيناه صورة لآمه الحاجة فاطمة فبدأ ينظر إليها مطولا تسمرت عيناه في الصورة لمدة 30 دقيقة و قال " أمي أنت لا تستهلين إبنا مثلي " نهض من الآرض بسرعة و خرج من المنزل و هو يركض و الدموع ترافقه يركض و يركض و يركض و يركض و هو يصرخ " لماذا يا أيتها الدنيا فعلت بي هكذا " .
    في الآخير وقف أنور على صخرة بجوار البحر و بدأ ينظر الى قمر الليل و هو يبكي " رحمك الله يا أمي فأنا السبب " نطق الشهادتين فإرتمى أنور في أعماق البحر فمات بذلك صمت إنسان .

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 07, 2024 7:25 pm